تأثير العولمة على منظومة القيم والأخلاق، تطرق الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إلى التأثيرات السلبية للعولمة والانغماس المتزايد في العصر الرقمي، مشيرًا إلى أنها ساهمت في حدوث اهتزاز واضح في منظومة القيم الأخلاقية داخل المجتمعات، وأوضح أن التغيرات السريعة في أنماط الحياة والتواصل، والانفتاح غير المنضبط على ثقافات متعددة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل، أدت إلى تراجع في الالتزام بالقيم الأصيلة، ما انعكس على سلوك الأفراد، وولّد نوعًا من التشتت القيمي وغياب المرجعيات الأخلاقية الثابتة، وهو ما يتطلب تضافر الجهود التربوية والثقافية والدينية لإعادة ترسيخ هذه القيم في ظل التحديات المعاصرة.
تأثير العولمة على منظومة القيم والأخلاق
في لقائه ببرنامج «مصر تستطيع»، أوضح المهدي أن العولمة تعد أول خطوة في تفتيت القيم والأخلاق، فقد أدت إلى فقدان التوازن والوضوح في المعايير السلوكية، مما جعل من الصعب تحديد ما هو صحيح وما هو خاطئ، هذا التحول أدى إلى ظهور حالة من الفوضى الأخلاقية التي تتجلى في تصرفات الأفراد في المجتمع.
تأثير العصر الرقمي اليوم على الشباب
أضاف المهدي كذلك أن العصر الرقمي ساهم بشكل كبير في استكمال تفتيت هذه المنظومة، فالشباب اليوم ليس لديهم المعايير الثابتة التي يمكن الاعتماد عليها، كل شيء أصبح جائزاً، مما أدى إلى تزايد السلوكيات الغير مسؤولة في المجتمع، وأصبح مفهوم “المثل الذي تكسبه تلعبه” هو السائد، مما يعكس تغييرات كبيرة في قيم السلوك لدى الكثير من الناس.
حيرة الآباء في التربية وتحدياتها
أحد أكبر التحديات التي يواجهها الآباء اليوم هو كيفية تربية أبنائهم في ظل هذا التغير السريع في القيم، يشعر الكثيرون بالحيرة حول المعايير التي يجب اتباعها، هل المعايير المحلية أم المعايير العالمية، هذه الفوضى في القيم تجعل عملية التربية تحدياً كبيراً للأسر، حيث يسعون للبحث عن أساليب فعالة لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.