خطر إعصار تسونامي.. انحسار البحر من العلامات التحذيرية

تعتبر كلمة “تسونامي” من الأصول اليابانية، حيث تعني “أمواج الميناء”، ويحدث التسونامي عادة بسبب زلازل بحرية شديدة، أو انفجارات بركانية تحت الماء، أو انزلاقات أرضية في الأعماق، حيث يتسبب الاهتزاز العمودي في قاع البحر في إزاحة كبيرة لمياه البحر.
تنتقل هذه الإزاحة إلى سطح الماء، مما يولد طاقة ضخمة تنتشر في شكل موجات بحرية هائلة، وعلى الرغم من أن هذه الموجات قد تمر دون أن تلاحظ في عرض البحر، إلا أن خطرها الحقيقي يظهر عندما تصل إلى الشواطئ، حيث تتحول إلى كوارث طبيعية يمكن أن تؤدي إلى دمار هائل وفقدان أرواح بشرية.

كيف يتكون التسونامي؟

عندما يحدث الاهتزاز في قاع المحيط، تتولد موجات كبيرة تصل سرعتها إلى أكثر من 800 كيلومتر في الساعة في أعماق البحار، لكن هذه الموجات تبدأ في التباطؤ والإرتفاع بشكل تدريجي كلما اقتربت من السواحل، مما يؤدى إلى تحولها إلى جدار مائي مدمر.
يبدأ هذا الجدار المائي في اكتساح اليابسة بقوة هائلة، قادرًا على اقتلاع الأشجار والمباني والبنى التحتية، ويعتمد حجم الدمار الناتج على عدة عوامل، منها عمق مركز الزلزال، والمسافة بينه وبين الساحل، وشكل قاع البحر، وكثافة السكان في المنطقة الساحلية، ومن المهم أن نلاحظ أن المناطق الساحلية المنخفضة تكون الأكثر عرضة للخطر.

علامات التحذير

يُعتبر انحسار مياه البحر عن الشاطئ علامة تحذيرية هامة تسبق وصول التسونامي، هذا الانحسار المفاجئ وغير الطبيعي يجب أن يُؤخذ على محمل الجد، حيث يستوجب الإخلاء الفوري لحماية الأرواح.
إلى جانب ذلك، قد يسبق التسونامي شعور قوي بالزلزال، أو سماع صوت هدير غير مألوف قادم من البحر، لذا، فإن الوعي بهذه العلامات البسيطة يمكن أن ينقذ حياة الكثيرين، خصوصًا في المناطق التي لا تمتلك نظم إنذار مبكر فعالة، وتشدد المنظمات المعنية بالكوارث الطبيعية على ضرورة نشر الوعي المجتمعي حول هذه العلامات، وتشجيع السكان على التصرف السريع دون تردد.

سلسلة الموجات

من المهم أن نعرف أن التسونامي ليس موجة واحدة فقط، بل هو في الواقع سلسلة من الموجات التي قد تستمر لساعات، وغالبًا ما تكون الموجات الثانية أو الثالثة هي الأكثر تدميرًا، لذا يجب توخي الحذر وعدم العودة إلى الشاطئ حتى يتم التأكد من أن الخطر قد زال بالكامل.
وقد تترك الموجة الأولى شعورًا زائفًا بالأمان إذا لم تكن مدمرة بما يكفي، فيظن البعض أن الخطر قد انتهى، إلا أن الموجات التالية قد تكون أقوى وأكثر عنفًا، ولذلك تنصح الجهات المختصة بالبقاء في مناطق آمنة على ارتفاعات عالية، حتى بعد مرور الموجة الأولى، والانتظار لحين صدور إعلان رسمي بانتهاء الخطر.

بهذا لا ينبغي الاستخفاف بأهمية الوعي بعلامات التسونامي والتصرف السريع لحماية النفس والآخرين.
إن الاستعداد المسبق وتعلم سلوكيات الطوارئ يمكن أن يصنع الفارق بين النجاة والفقدان، ويعد التدريب الدوري على خطط الإخلاء، والالتزام بتعليمات السلطات المحلية، وتوفير معدات الطوارئ، من الخطوات الأساسية في مواجهة هذه الكوارث الطبيعية المفاجئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top